رأى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يسعى فقط للمحافظة على بقائه السياسي، من خلال الحفاظ على تركيبة الائتلاف الحالية، ومنع انهياره.
وقلّل هرئيل، في مقال له، الثلاثاء، من أهمية أو تأثير زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن ولقاء ترامب، وتصريحات الأخير حول قرب التوصل إلى اتفاق في غزة، خلال "هذا الأسبوع" أو "الأسبوع القادم".
وأكد أن رئيس وزراء الاحتلال غير مهتم بتوجه الجمهور الإسرائيلي لتوقيع صفقة، لكنه يحاول التوفيق بين مطالب الرئيس دونالد ترامب، الساعي لإبرام الصفقة، ومواقف اليمين المتدين الذين يعارضونها.
واعتبر هرئيل أنه إذا اضطر نتنياهو لعقد صفقة، فقد ينوي القيام بذلك فقط بعد خروج الكنيست إلى عطلتها الصيفية في نهاية الشهر، من أجل تقليل الخطر المباشر على استقرار الحكومة.
وأشار أن الصفقة، في حال تمت، ستكون من مرحلتين؛ في الأولى، سيتم إطلاق سراح عشرة من أصل عشرين من الأسرى، وعلى الأرجح تسليم 15–18 جثة من أصل 30 جثة لجنود قتلى.
مردفًا "بعد ذلك سيحاول نتنياهو استئناف القتال، من أجل الحفاظ على دعم أحزاب اليمين المتطرف".
ورأى ضعف قدرة ترامب على الوفاء بوعوده، بمنع نتنياهو من استئناف الحرب بعد توقيع الاتفاق، لانشغالاته الكبيرة بحل الأزمات في الولايات المتحدة.
ولفت إلى دفع نتنياهو نحو خطة تهجير سكان غزة، بتشجيع سموتريتش وبن غفير، وهي خطة لا تتماشى مع الصفقة التي يقترحها ترامب، ومع ذلك، يحاول نتنياهو مرة أخرى بيع نفس قطعة الأرض في رفح مرتين.
ويهاجم نتنياهو بشكل مستمر نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تأييد أغلبية الإسرائيليين إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة في غزة.
ونقلت القناة "13" الإسرائيلية، عن نتنياهو قوله إن استطلاعات الرأي التي تظهر وجود أغلبية تؤيد صفقة، لا تسأل المستطلعين إذا كانوا يريدون بقاء حماس في غزة أم لا.
وأضاف أن استطلاعات الرأي هذه تضلل الرأي العام في "إسرائيل"، لافتاً إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتهمه بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل ويردد دعاية حماس.
من جانبها، أكدت حركة حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، لضمان استمراره بالسلطة، عبر إرضاء الجناح الأكثر تطرفا في حكومته اليمينية، وفق المعارضة الإسرائيلية.
وتهرب نتنياهو من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف الإبادة على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
التعليقات : 0